Williams Percent Range (%R), Technical Analysis Tools(indicators, oscillators, accelerators) study articles

مقالات دراسية حول نطاق ويليامز النسبي (%R)، وأدوات التحليل الفني (المؤشرات، المذبذبات، المسرعات)

مقدمة في التحليل الفني

التحليل الفني هو منهجية لتقييم الاستثمارات وتحديد فرص التداول من خلال تحليل الإحصائيات التي تولدها نشاطات السوق، مثل تحركات الأسعار وحجم التداول. على عكس التحليل الأساسي الذي يركز على القيمة الجوهرية للأصل، ينظر التحليل الفني إلى الرسوم البيانية للأسعار وأنماطها التاريخية للتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية. الفرضية الأساسية وراء التحليل الفني هي أن جميع المعلومات المتاحة للسوق تنعكس بالفعل في سعر الأصل، وأن الأسعار تتحرك في اتجاهات يمكن التعرف عليها وتتبعها.

يهدف المتداولون الذين يستخدمون التحليل الفني إلى تحديد متى يكون السهم أو الأصل الآخر في حالة ذروة شراء (overbought) أو ذروة بيع (oversold)، ومتى تتغير هذه الاتجاهات. يعتمدون على مجموعة واسعة من المؤشرات والأدوات للمساعدة في اتخاذ قراراتهم. هذه الأدوات هي عبارة عن صيغ رياضية يتم تطبيقها على بيانات السعر والحجم لإنتاج إشارات بصرية على الرسم البياني، مما يسهل على المتداولين فهم ديناميكيات السوق.

يعتبر التحليل الفني مهارة أساسية للمتداولين على المدى القصير والمتوسط، حيث يساعدهم على اتخاذ قرارات سريعة بناءً على حركة السوق. ومع ذلك، فهو أداة قيمة أيضًا للمستثمرين على المدى الطويل الذين يرغبون في تحديد نقاط الدخول والخروج المثلى لاستثماراتهم.

ما هي المؤشرات والمذبذبات والمسرعات؟

في قلب التحليل الفني، توجد مجموعة من الأدوات التي تساعد المتداولين على فك شفرة حركة الأسعار. دعنا نستعرضها باختصار:

  • المؤشرات (Indicators): هي حسابات رياضية تستند إلى بيانات تاريخية للأسعار (مثل أسعار الإغلاق، الأعلى، الأدنى) أو الحجم. يتم عرضها عادةً كخطوط على الرسم البياني للسعر أو في لوحة منفصلة أسفل الرسم البياني الرئيسي. تساعد المؤشرات في تأكيد الاتجاهات، وتحديد مناطق الدعم والمقاومة، وتوليد إشارات شراء أو بيع. من أمثلة المؤشرات الشائعة المتوسطات المتحركة (Moving Averages) ومؤشر القوة النسبية (RSI).
  • المذبذبات (Oscillators): هي نوع خاص من المؤشرات تتقلب قيمتها بين حدين (على سبيل المثال، من 0 إلى 100، أو من -100 إلى 0). تستخدم المذبذبات بشكل أساسي لتحديد ظروف ذروة الشراء وذروة البيع في السوق، والتي تشير إلى أن الأصل قد يكون مقومًا بأكثر من قيمته أو أقل من قيمته بشكل مؤقت. يمكن أن تشير المذبذبات أيضًا إلى انعكاسات محتملة في الاتجاه. مؤشر ويليامز النسبة المئوية (%R) ومؤشر ستوكاستيك (Stochastic Oscillator) هما مثالان بارزان للمذبذبات.
  • المسرعات (Accelerators): غالبًا ما يتم الخلط بين المسرعات والمذبذبات أو المؤشرات، ولكنها تركز بشكل خاص على "معدل التغيير" في حركة السعر أو زخم السوق. بمعنى آخر، لا تكتفي بتحديد الاتجاه أو ظروف ذروة الشراء/البيع، بل تقيس مدى سرعة أو بطء تطور هذه الظروف. على الرغم من أن المصطلح ليس شائعًا بنفس القدر كـ "المؤشرات" و "المذبذبات"، إلا أن الأدوات التي تقيس الزخم وتسرع الحركة يمكن أن تقع تحت هذا التصنيف. على سبيل المثال، قد يعتبر مؤشر MACD (تقارب وتباعد المتوسط المتحرك) أحيانًا له خصائص مسرعة لأنه يقيس التغيرات في الزخم.

فهم هذه الفروق يساعد المتداولين على اختيار الأدوات الأنسب لتحليلهم وتوقعاتهم السوقية.

ما هو مؤشر ويليامز النسبة المئوية (%R)؟

مؤشر ويليامز النسبة المئوية (%R)، وغالبًا ما يشار إليه ببساطة باسم ويليامز %R، هو مذبذب زخم تم تطويره بواسطة لاري ويليامز في عام 1973. يُستخدم هذا المؤشر على نطاق واسع في التحليل الفني لتحديد مستويات ذروة الشراء وذروة البيع في سوق معين. يشبه ويليامز %R مؤشر ستوكاستيك في وظيفته، ولكنه يختلف في طريقة عرض القيم، حيث يتذبذب عادةً بين 0 و -100.

الهدف الرئيسي لمؤشر ويليامز %R هو قياس قوة أو ضعف سعر الإغلاق الحالي بالنسبة لأعلى وأدنى نطاق سعري خلال فترة محددة (عادةً 14 فترة). عندما يقترب سعر الإغلاق من أعلى مستوى في الفترة، يشير ذلك إلى قوة شرائية، وعندما يقترب من أدنى مستوى، يشير إلى ضغط بيعي.

يساعد هذا المؤشر المتداولين على اكتشاف متى يكون الأصل قد ارتفع بشكل كبير جدًا (ذروة شراء) أو انخفض بشكل كبير جدًا (ذروة بيع)، مما قد ينبئ بانعكاس وشيك في الاتجاه. على الرغم من بساطته، يعتبر ويليامز %R أداة قوية عند استخدامه بشكل صحيح ومع أدوات تحليل فني أخرى.

كيفية حساب مؤشر ويليامز %R؟

لحساب مؤشر ويليامز %R، يتم استخدام الصيغة التالية:

%R = ((أعلى سعر خلال N فترة - سعر الإغلاق الحالي) / (أعلى سعر خلال N فترة - أدنى سعر خلال N فترة)) * -100

حيث:

  • N فترة: هي عدد الفترات الزمنية المستخدمة في الحساب، والأكثر شيوعًا هو 14 فترة (يمكن أن تكون 14 يومًا، أو 14 ساعة، أو 14 شمعة، حسب الإطار الزمني الذي تستخدمه).
  • أعلى سعر خلال N فترة: هو أعلى سعر وصل إليه الأصل خلال الفترات الـ N الماضية.
  • أدنى سعر خلال N فترة: هو أدنى سعر وصل إليه الأصل خلال الفترات الـ N الماضية.
  • سعر الإغلاق الحالي: هو سعر إغلاق الأصل في الفترة الحالية.

نتيجة الحساب دائمًا ما تكون قيمة سالبة، تتراوح بين 0 و -100. على سبيل المثال، إذا كانت قيمة المؤشر -10، فهذا يعني أن سعر الإغلاق الحالي قريب جدًا من أعلى سعر خلال الـ 14 فترة الماضية، مما يشير إلى قوة السوق. أما إذا كانت القيمة -90، فهذا يعني أن سعر الإغلاق قريب جدًا من أدنى سعر، مما يشير إلى ضعف السوق.

فهم كيفية حساب المؤشر ليس ضروريًا للمتداولين اليوم، حيث تقوم معظم منصات التداول بحسابه وعرضه تلقائيًا، ولكن معرفة مكوناته الأساسية تساعد في فهم ما يمثله المؤشر وكيف يستجيب لحركة السعر.

تفسير إشارات مؤشر ويليامز %R

تفسير مؤشر ويليامز %R يعتمد بشكل أساسي على مستوياته القياسية لـ ذروة الشراء وذروة البيع:

  • مناطق ذروة الشراء (Overbought): عندما يكون المؤشر بين 0 و -20، فإنه يشير إلى أن الأصل في منطقة ذروة شراء. هذا يعني أن سعر الأصل قد ارتفع بسرعة كبيرة وقد يكون مستحقًا لتصحيح أو انعكاس هبوطي وشيك. ومع ذلك، لا يعني وجود المؤشر في منطقة ذروة الشراء بالضرورة أن السعر سينخفض على الفور؛ يمكن أن يبقى الأصل في منطقة ذروة الشراء لفترة طويلة خلال اتجاه صعودي قوي.
  • مناطق ذروة البيع (Oversold): عندما يكون المؤشر بين -80 و -100، فإنه يشير إلى أن الأصل في منطقة ذروة بيع. هذا يعني أن سعر الأصل قد انخفض بسرعة كبيرة وقد يكون مستحقًا لارتداد أو انعكاس صعودي وشيك. مثل منطقة ذروة الشراء، يمكن أن يبقى الأصل في منطقة ذروة البيع لفترة طويلة خلال اتجاه هبوطي قوي.

إشارات التداول الشائعة:

  1. الخروج من منطقة ذروة الشراء: إذا كان المؤشر في منطقة ذروة شراء (-20 أو أعلى) ثم انخفض تحت -20، يمكن أن تكون هذه إشارة بيع محتملة، حيث يشير ذلك إلى أن الزخم الصعودي يتلاشى.
  2. الخروج من منطقة ذروة البيع: إذا كان المؤشر في منطقة ذروة بيع (-80 أو أقل) ثم ارتفع فوق -80، يمكن أن تكون هذه إشارة شراء محتملة، حيث يشير ذلك إلى أن الزخم الهبوطي يتلاشى.
  3. التباعد (Divergence): عندما يتحرك السعر في اتجاه معين (مثل صنع قمم أعلى)، بينما يتحرك مؤشر ويليامز %R في الاتجاه المعاكس (صنع قمم أدنى)، فإن هذا يسمى التباعد. يمكن أن يكون التباعد مؤشرًا قويًا على انعكاس وشيك في الاتجاه. على سبيل المثال، التباعد الهبوطي (السعر يصنع قمم أعلى، والمؤشر يصنع قمم أدنى) يمكن أن يشير إلى أن الاتجاه الصعودي يفقد قوته.

من المهم دائمًا استخدام مؤشر ويليامز %R بالاقتران مع أدوات تحليل فني أخرى لتأكيد الإشارات وتجنب الإشارات الخاطئة، خاصة في الأسواق المتقلبة.

استراتيجيات التداول باستخدام مؤشر ويليامز %R

يعتبر مؤشر ويليامز %R أداة متعددة الاستخدامات ويمكن دمجها في استراتيجيات تداول مختلفة. فيما يلي بعض الطرق الشائعة التي يستخدمها المتداولون:

  1. التداول عند انعكاسات ذروة الشراء/البيع:
    • إشارة البيع: عندما يدخل المؤشر منطقة ذروة الشراء (0 إلى -20) ثم يخرج منها وينخفض تحت -20. يمكن للمتداولين البحث عن فرص بيع (أو إغلاق مراكز الشراء) عند هذه النقطة، خاصة إذا كان هناك تأكيد من مؤشرات أخرى أو أنماط أسعار هبوطية.
    • إشارة الشراء: عندما يدخل المؤشر منطقة ذروة البيع (-80 إلى -100) ثم يخرج منها ويرتفع فوق -80. يمكن للمتداولين البحث عن فرص شراء (أو إغلاق مراكز البيع) عند هذه النقطة، خاصة مع تأكيد من مؤشرات أخرى أو أنماط أسعار صعودية.
    يجب أن نتذكر أن هذه المستويات لا تضمن انعكاس السعر؛ فهي تشير فقط إلى أن الانعكاس محتمل.
  2. الجمع مع المتوسطات المتحركة (Moving Averages): يمكن استخدام ويليامز %R جنبًا إلى جنب مع المتوسطات المتحركة لزيادة دقة الإشارات. على سبيل المثال، قد يبحث المتداول عن إشارة شراء من ويليامز %R (الخروج من منطقة ذروة البيع) فقط عندما يكون السعر فوق متوسط متحرك طويل الأجل (مثل متوسط 200 يوم) للإشارة إلى اتجاه صعودي عام. وبالمثل، يمكن البحث عن إشارة بيع من ويليامز %R فقط عندما يكون السعر تحت المتوسط المتحرك.
  3. تحديد التباعد (Divergence): التغاير هو إشارة قوية عندما يختلف اتجاه السعر عن اتجاه المؤشر.
    • التباعد الصعودي: يحدث عندما يسجل السعر قيعانًا أدنى، بينما يسجل مؤشر ويليامز %R قيعانًا أعلى (أو لا ينخفض بنفس القدر). يمكن أن يشير هذا إلى أن الزخم الهبوطي يتباطأ وأن انعكاسًا صعوديًا وشيكًا.
    • التباعد الهبوطي: يحدث عندما يسجل السعر قممًا أعلى، بينما يسجل مؤشر ويليامز %R قممًا أدنى. يمكن أن يشير هذا إلى أن الزخم الصعودي يتباطأ وأن انعكاسًا هبوطيًا وشيكًا.
    التغاير يتطلب ممارسة لتحديده بدقة، ولكنه يقدم غالبًا إشارات مبكرة لانعكاسات محتملة.
  4. استخدامه لتأكيد قوة الاتجاه: خلال اتجاه صعودي قوي، قد يبقى ويليامز %R في منطقة ذروة الشراء لفترات طويلة. يمكن للمتداولين استخدام ذلك كتأكيد على قوة الاتجاه بدلاً من إشارة بيع فورية. وبالمثل، في اتجاه هبوطي قوي، قد يبقى المؤشر في منطقة ذروة البيع. يمكن للمتداولين الذين يتداولون في اتجاه الاتجاه استخدام هذه الملاحظة للحفاظ على مراكزهم.

بغض النظر عن الاستراتيجية، من الضروري دائمًا إدارة المخاطر واستخدام أوامر وقف الخسارة لحماية رأس المال، حيث لا توجد أداة تحليل فني خالية من الأخطاء.

حدود مؤشر ويليامز %R

مثل جميع أدوات التحليل الفني، فإن مؤشر ويليامز %R ليس مثاليًا وله بعض القيود التي يجب على المتداولين فهمها:

  1. إشارات خاطئة في الأسواق المتقلبة: في الأسواق ذات التقلبات العالية أو التي تتحرك بشكل جانبي (بدون اتجاه واضح)، قد يولد المؤشر العديد من إشارات ذروة الشراء وذروة البيع التي لا تؤدي إلى انعكاسات حقيقية في السعر. هذا يمكن أن يؤدي إلى تداولات خاسرة إذا لم يتم تأكيد الإشارات بأدوات أخرى.
  2. البقاء في مناطق ذروة الشراء/البيع لفترات طويلة: خلال اتجاهات السوق القوية (صعودية أو هبوطية)، قد يبقى المؤشر في منطقة ذروة الشراء أو ذروة البيع لفترات طويلة. قد يؤدي الاعتماد الأعمى على هذه الإشارات إلى الخروج المبكر من الصفقات الرابحة أو الدخول المبكر في صفقات ضد الاتجاه. على سبيل المثال، في اتجاه صعودي قوي، قد يظل المؤشر في منطقة ذروة الشراء، وإذا قام المتداول بالبيع بناءً على هذه الإشارة وحدها، فإنه سيفوت المزيد من المكاسب.
  3. تأخير الإشارات (Lagging Nature): على الرغم من أنه يعتبر مذبذب زخم، إلا أن المؤشر لا يزال يعتمد على البيانات التاريخية، مما يعني أن إشاراته قد تأتي متأخرة بعض الشيء عن حركة السعر الفعلية. قد لا يكون مثاليًا لالتقاط قمم وقيعان السوق بدقة بالغة.
  4. الحاجة إلى أدوات تأكيد: لا ينبغي استخدام مؤشر ويليامز %R بمفرده لاتخاذ قرارات التداول. يجب دائمًا تأكيد إشاراته بمؤشرات فنية أخرى، مثل المتوسطات المتحركة، مستويات الدعم والمقاومة، أنماط الشموع، أو أدوات تحليل حجم التداول، لزيادة احتمالية نجاح الصفقة.
  5. الحساسية للإعدادات: قيمة "N" (عدد الفترات) المستخدمة في حساب المؤشر يمكن أن تؤثر بشكل كبير على حساسيته. قيمة "N" الأصغر ستجعل المؤشر أكثر حساسية وستولد المزيد من الإشارات (مع زيادة احتمالية الإشارات الخاطئة)، بينما قيمة "N" الأكبر ستجعله أقل حساسية وستولد إشارات أقل ولكنها قد تكون أكثر موثوقية. لا توجد قيمة "N" واحدة تناسب الجميع، ويجب على المتداولين تجربة إعدادات مختلفة للعثور على الأفضل لأصولهم وأطرهم الزمنية المفضلة.

فهم هذه القيود أمر بالغ الأهمية لاستخدام مؤشر ويليامز %R بفعالية ولتطوير استراتيجية تداول قوية تقلل من المخاطر.

الخاتمة

في الختام، يمثل مؤشر ويليامز النسبة المئوية (%R) أداة قيمة ضمن مجموعة أدوات التحليل الفني، خاصة لتحديد مستويات ذروة الشراء وذروة البيع في السوق. لقد تعلمنا كيف يتم حسابه، وكيفية تفسير إشاراته، وكيف يمكن دمجه في استراتيجيات تداول فعالة. من خلال فهم مناطق ذروة الشراء (-20 وما فوق) وذروة البيع (-80 وما دون)، يمكن للمتداولين الحصول على نظرة ثاقبة حول زخم السعر وتوقع انعكاسات محتملة. ومع ذلك، من الضروري دائمًا تذكر أن التحليل الفني ليس علمًا دقيقًا، وأن أي مؤشر يجب استخدامه مع أدوات أخرى وتقنيات إدارة المخاطر لزيادة فرص النجاح وتقليل التعرض للخسائر. بالصبر والممارسة والتعلم المستمر، يمكن للمتداولين الاستفادة من قوة ويليامز %R والأدوات الفنية الأخرى لاتخاذ قرارات تداول أكثر استنارة.

انقر هنا لزيارة موقع قد يثير اهتمامك.

 

يسعدنا تلقي ملاحظاتكم.

يرجى استخدام نموذج الاتصال بنا

إذا لاحظتم أي خطأ.