Rate of change (ROC), Technical Analysis Tools(indicators, oscillators, accelerators) study articles

معدل التغير (ROC)، أدوات التحليل الفني (المؤشرات، المذبذبات، المسرعات) مقالات دراسية

يُعد عالم التداول والاستثمار مليئًا بالمعلومات المعقدة، ولكن التحليل الفني يقدم مجموعة من الأدوات المبسطة التي تساعد المتداولين على فهم حركة الأسعار واتخاذ قرارات مستنيرة. في جوهره، يركز التحليل الفني على دراسة تحركات الأسعار التاريخية وأنماط الرسوم البيانية لتوقع الاتجاهات المستقبلية. من بين هذه الأدوات، يبرز مفهوم "معدل التغير" (Rate of Change أو ROC) كواحد من أهم المؤشرات التي تقيس الزخم وتساعد في تحديد نقاط التحول المحتملة. سنتناول في هذه المقالة المعدل التغير وأدوات التحليل الفني الأخرى مثل المؤشرات، المذبذبات، والمسرعات، ونقدم شرحًا أساسيًا لهذه المفاهيم لمساعدتك في رحلتك التعليمية. هذه الأدوات، على اختلاف أنواعها، تهدف جميعها إلى تقديم رؤى حول سلوك السوق، سواء كان ذلك من خلال تتبع الاتجاهات، أو قياس القوة الدافعة وراء حركة الأسعار، أو تحديد شروط ذروة الشراء والبيع.

ما هو معدل التغير (ROC)؟

معدل التغير (Rate of Change أو ROC) هو مؤشر زخم يقيس النسبة المئوية للتغير في سعر أصل مالي على مدى فترة زمنية محددة. إنه يعكس سرعة وقوة تحرك السعر. ببساطة، يخبرنا ROC مدى سرعة ارتفاع أو انخفاض السعر مقارنةً بسعره في الماضي. إذا ارتفع سعر السهم من 10 دولارات إلى 12 دولارًا في يوم واحد، فإن معدل التغير سيكون إيجابيًا ومرتفعًا، مما يشير إلى زخم صعودي قوي. أما إذا انخفض السعر، فسيكون ROC سلبيًا.

كيفية حسابه (بشكل مبسط):
يتم حساب ROC عادةً عن طريق طرح السعر الحالي من السعر قبل "ن" فترة زمنية (حيث "ن" هي عدد الفترات التي يحددها المتداول، مثل 10 أيام أو 20 شمعة)، ثم قسمة النتيجة على السعر قبل "ن" فترة وضربها في 100 للحصول على نسبة مئوية.

صيغته هي:
ROC = [(السعر الحالي - السعر قبل "ن" فترة) / السعر قبل "ن" فترة] * 100

تتمثل القيمة المركزية لـ ROC في خط الصفر. عندما يكون ROC فوق الصفر، فهذا يشير إلى أن السعر الحالي أعلى من السعر قبل "ن" فترة، مما يعني زخمًا صعوديًا. وعندما يكون ROC تحت الصفر، فهذا يعني أن السعر الحالي أقل، مما يشير إلى زخم هبوطي. يمكن للمتداولين استخدام تقاطعات خط الصفر كإشارات لفتح أو إغلاق الصفقات، أو للبحث عن تباعدات بين حركة السعر و ROC كإشارات انعكاس محتملة. يمكن أن يساعد ROC أيضًا في تحديد ظروف ذروة الشراء وذروة البيع عندما يصل إلى مستويات قصوى تاريخيًا.

أدوات التحليل الفني: نظرة عامة

تُعد أدوات التحليل الفني بمثابة العدسات التي ينظر بها المتداولون إلى الأسواق المالية، وتهدف إلى مساعدتهم على فهم سلوك الأسعار وتوقع تحركاتها المستقبلية. يمكن تصنيف هذه الأدوات بعدة طرق، ولكن الفهم الأساسي للتمييز بين المؤشرات (Indicators)، المذبذبات (Oscillators)، والمسرعات (Accelerators) أمر بالغ الأهمية. على الرغم من أن بعض الأدوات قد تقع ضمن أكثر من فئة، إلا أن لكل منها تركيزًا ووظيفة أساسية.

المؤشرات (Indicators): هي حسابات رياضية تستند إلى بيانات السعر والحجم والحركة التاريخية للأصول المالية. تساعد المؤشرات في تأكيد الاتجاهات، أو إعطاء إشارات شراء/بيع، أو تحديد مستويات الدعم والمقاومة. يمكن أن تكون مؤشرات تتبع الاتجاه مثل المتوسطات المتحركة (Moving Averages)، أو مؤشرات حجم مثل حجم التداول (Volume). إنها غالبًا ما تُستخدم لتأكيد ما تظهره الرسوم البيانية، وتقديم نظرة شاملة حول قوة الاتجاه أو ضعفه.

المذبذبات (Oscillators): هي نوع خاص من المؤشرات التي تتحرك عادةً ضمن نطاق محدد (مثل من 0 إلى 100، أو حول خط الصفر). إنها مصممة لتحديد حالات ذروة الشراء (Overbought) وذروة البيع (Oversold) في السوق، مما يشير إلى أن السعر قد يكون على وشك الانعكاس. على عكس مؤشرات تتبع الاتجاه التي تعمل بشكل جيد في الأسواق ذات الاتجاه الواضح، تكون المذبذبات أكثر فاعلية في الأسواق الجانبية أو ذات الحركة النطاقية. من أمثلتها الشائعة مؤشر القوة النسبية (RSI) ومؤشر ستوكاستيك (Stochastic Oscillator).

المسرعات (Accelerators): على الرغم من أن مصطلح "المسرعات" ليس فئة قياسية بنفس القدر مثل المؤشرات والمذبذبات في كتب التحليل الفني الكلاسيكية، إلا أنه يمكن فهمه على أنه يشير إلى الأدوات التي تقيس معدل التغير في الزخم أو في حركة السعر نفسها. بمعنى آخر، بينما تقيس المؤشرات والمذبذبات الزخم الحالي، فإن المسرعات تركز على التغير في هذا الزخم. إنها تبحث عن علامات على أن الزخم يتزايد أو يتناقص بسرعة، مما قد يشير إلى تسارع في الاتجاه الحالي أو قرب انعكاسه. سنفصل في هذا الأمر أكثر في الأقسام اللاحقة.

تعمق أكثر: المؤشرات والمذبذبات في الممارسة

لفهم كيفية عمل أدوات التحليل الفني، دعنا نلقي نظرة أعمق على بعض المؤشرات والمذبذبات الشائعة وكيف يمكن للمتداولين استخدامها.

المتوسطات المتحركة (Moving Averages): تُعد المتوسطات المتحركة من أكثر المؤشرات استخدامًا. إنها تُحسب عن طريق أخذ متوسط سعر الإغلاق لأصل مالي على مدى عدد معين من الفترات (مثل 20 أو 50 أو 200 يوم). تعمل المتوسطات المتحركة على تنعيم حركة السعر وتساعد على تحديد الاتجاه الأساسي. عندما يكون السعر فوق المتوسط المتحرك، يُعتبر الاتجاه صاعدًا، وعندما يكون تحته، يُعتبر هابطًا. يمكن أن تشير تقاطعات المتوسطات المتحركة (مثل تقاطع متوسط متحرك قصير الأجل مع متوسط متحرك طويل الأجل) إلى إشارات شراء أو بيع.

مؤشر القوة النسبية (RSI - Relative Strength Index): هذا مذبذب شهير يتحرك بين 0 و 100. يُستخدم لتحديد ظروف ذروة الشراء وذروة البيع، وكذلك لتحديد التباعد (Divergence) بين السعر والمؤشر.

  • ذروة الشراء: عندما يرتفع RSI فوق 70، يُعتبر الأصل في منطقة ذروة الشراء، مما قد يشير إلى أن السعر مبالغ فيه وقد يكون على وشك الانخفاض.
  • ذروة البيع: عندما ينخفض RSI تحت 30، يُعتبر الأصل في منطقة ذروة البيع، مما قد يشير إلى أن السعر مبالغ فيه في الانخفاض وقد يكون على وشك الارتفاع.
  • التباعد: يحدث التباعد الصعودي عندما يسجل السعر قيعانًا أدنى بينما يسجل RSI قيعانًا أعلى، مما قد يشير إلى انعكاس صعودي وشيك. يحدث التباعد الهبوطي العكسي.

مؤشر ستوكاستيك (Stochastic Oscillator): مذبذب آخر يقيس موقع سعر الإغلاق الحالي بالنسبة لنطاق سعره خلال فترة زمنية محددة. يتكون من خطين، %K و %D، ويتحرك بين 0 و 100.

  • ذروة الشراء والبيع: تُشير مستويات فوق 80 إلى ذروة الشراء، وتحت 20 إلى ذروة البيع.
  • إشارات التقاطع: يمكن أن تشير تقاطعات الخطين %K و %D داخل مناطق ذروة الشراء/البيع إلى إشارات شراء/بيع. على سبيل المثال، إذا تقاطع %K فوق %D في منطقة ذروة البيع (تحت 20)، فقد تكون إشارة شراء.

هذه الأمثلة تُظهر كيف يمكن للمؤشرات والمذبذبات توفير رؤى قيمة لا يمكن استخلاصها بسهولة من الرسم البياني للسعر وحده، مما يمكن أن يعزز قرارات التداول.

فهم المسرعات ودورها

كما ذكرنا سابقًا، مصطلح "المسرعات" في التحليل الفني لا يمثل فئة محددة بذاتها مثل "المؤشرات" أو "المذبذبات" بشكل عام، ولكنه يشير إلى المؤشرات التي تقيس تسارع حركة السعر أو تسارع الزخم. بمعنى آخر، إذا كان الزخم هو سرعة حركة السعر، فإن التسارع هو التغير في هذه السرعة. إنها أدوات حساسة للتغيرات المفاجئة في ديناميكيات السوق.

لماذا تُعد المسرعات مهمة؟
تُعد المسرعات بالغة الأهمية لأنها غالبًا ما تقدم إشارات مبكرة على التغيرات في الاتجاه أو قوة الاتجاه الحالي. عندما يتسارع السعر في اتجاه معين، فهذا يؤكد قوة هذا الاتجاه. على العكس من ذلك، إذا بدأ التسارع في التباطؤ أو العكس، فقد يكون ذلك إشارة تحذير مبكرة على أن الاتجاه الحالي يفقد قوته أو على وشك الانعكاس، حتى قبل أن تظهر هذه الإشارات على المؤشرات التقليدية.

أمثلة على مفاهيم المسرعات:

  • مؤشر التسارع/التباطؤ (AC – Accelerator/Decelerator Oscillator) لبيل ويليامز: هذا المؤشر مصمم لقياس تسارع أو تباطؤ القوة الدافعة الحالية. إذا كان AC أعلى من خط الصفر ويتجه صعودًا، فهذا يشير إلى تسارع صعودي. إذا كان AC تحت خط الصفر ويتجه هبوطًا، فهذا يشير إلى تسارع هبوطي. إشارات الشراء والبيع تُستمد من تقاطعات خط الصفر وتغير لون الأعمدة. يهدف هذا المؤشر إلى التنبؤ بالتغيرات في الزخم قبل أن تؤثر على السعر.
  • منحنى التغير الثاني (Second Derivative of Price): بشكل مفاهيمي، إذا كان معدل التغير (ROC) هو المشتق الأول للسعر (أي السرعة)، فإن "المسرعات" تمثل المشتق الثاني (التسارع). في التطبيق العملي، قد يتم استخدام مؤشرات مثل هيستوجرام تقارب وتباعد المتوسط المتحرك (MACD Histogram) لتصوير هذا المفهوم. يعكس هيستوجرام MACD الفرق بين خط MACD وخط الإشارة (المتوسط المتحرك لـ MACD). اتجاه وحجم أعمدة الهيستوجرام يمكن أن يشير إلى تسارع أو تباطؤ الزخم. على سبيل المثال، إذا بدأت أعمدة الهيستوجرام الإيجابية في الانكماش، فهذا قد يشير إلى تباطؤ الزخم الصعودي.

إن استخدام المسرعات يتطلب فهمًا أعمق لديناميكيات السوق، ولكنها يمكن أن توفر ميزة للمتداولين الذين يبحثون عن إشارات دخول وخروج مبكرة.

القوة المجمعة والمحددات

بعد استكشاف معدل التغير والمؤشرات والمذبذبات والمسرعات، يصبح من الواضح أن لكل أداة دورها الخاص في مجموعة أدوات التحليل الفني. لا ينبغي الاعتماد على أي أداة واحدة بمعزل عن غيرها. بدلاً من ذلك، تكمن القوة الحقيقية في الجمع بين هذه الأدوات بطريقة متكاملة لتأكيد الإشارات وتقليل الإشارات الخاطئة.

الاستخدام المتكامل:

  • يمكن للمتداول أن يستخدم المتوسطات المتحركة لتحديد الاتجاه العام.
  • ثم يستخدم معدل التغير (ROC) أو مؤشر القوة النسبية (RSI) لقياس الزخم وتحديد متى يكون الأصل في مناطق ذروة الشراء أو ذروة البيع ضمن هذا الاتجاه.
  • أخيرًا، يمكن استخدام مفهوم المسرعات (مثل AC أو MACD Histogram) للبحث عن إشارات مبكرة لتسارع الاتجاه أو تباطئه قبل حدوث الانعكاسات الكبيرة.

على سبيل المثال، إذا أظهرت المتوسطات المتحركة اتجاهًا صاعدًا، وكان ROC إيجابيًا ولكنه بدأ في التباطؤ، وبدأ مؤشر AC في الانخفاض، فقد تكون هذه إشارة تحذير مبكرة بأن الاتجاه الصاعد يفقد قوته، حتى لو لم يصل RSI بعد إلى منطقة ذروة الشراء.

محددات أدوات التحليل الفني:
على الرغم من فعاليتها، فإن أدوات التحليل الفني ليست مثالية وتأتي مع بعض المحددات:

  1. ليست تنبؤات مضمونة: تعتمد هذه الأدوات على البيانات التاريخية، والماضي لا يضمن المستقبل. يمكن أن تتغير ظروف السوق فجأة بسبب الأخبار أو الأحداث غير المتوقعة.
  2. إشارات كاذبة: يمكن أن تولد المؤشرات إشارات كاذبة، خاصة في الأسواق المتقلبة أو الجانبية.
  3. التأخر (Lagging): بعض المؤشرات، مثل المتوسطات المتحركة طويلة الأجل، هي مؤشرات متأخرة بطبيعتها، مما يعني أنها تتفاعل مع حركة السعر بعد حدوثها. هذا هو السبب في أن أدوات الزخم والمسرعات يمكن أن تكون مفيدة لتوفير إشارات مبكرة.
  4. تفسيرات متعددة: قد يفسر المتداولون المختلفون نفس الإشارة بشكل مختلف بناءً على خبرتهم وأسلوبهم في التداول.

لذلك، من الضروري استخدام هذه الأدوات كجزء من استراتيجية تداول شاملة تتضمن أيضًا إدارة المخاطر والفهم الأساسي للعوامل الاقتصادية والأساسية التي قد تؤثر على الأصول المالية. التعلم المستمر والتكيف مع ظروف السوق المتغيرة هما مفتاح النجاح.

انقر هنا لزيارة موقع قد يثير اهتمامك.

 

We'd love your feedback.

Kindly, use our contact form

if you see something incorrect.